على مدار قرون، ظل سؤال “من جاء أولاً، الدجاجة أم البيضة؟” لغزًا فلسفيًا شغل عقول الفلاسفة والعلماء على حد سواء. اليوم، بعد سنوات من الأبحاث والدراسات، أعلن العلماء أخيرًا حل هذا اللغز، لكن الإجابة ليست بسيطة كما تبدو.
يقول علماء التطور إن البيضة كانت موجودة قبل الدجاج بآلاف السنين. فوفقًا للتاريخ التطوري، تطورت البيوض قبل ظهور الدجاج، إذ كانت تُستخدم كوسيلة للتكاثر لدى الكائنات البحرية البدائية منذ أكثر من 600 مليون سنة. ومع ظهور الكائنات الحية التي تتكاثر جنسيًا، تطورت البيوض ذات القشرة الصلبة لحماية الأجنة النامية.
ولكن هل يعني ذلك أن البيضة جاءت أولاً؟ ليس بالضرورة. فالباحثون يؤكدون أن أول دجاجة ظهرت من بيضة وضعتها طيور الغابة، أجداد الدجاج المنزلي. هذه الطيور تطورت تدريجيًا بفضل الانتقاء الطبيعي حتى وصلت إلى ما نعرفه اليوم بالدجاجة. بعبارة أخرى، الدجاجة الأولى جاءت من بيضة وضعتها طيور ليست دجاجًا، ما يعني أن الدجاجة الأولى سبقت “بيضة الدجاجة” الأولى.
إذن، أيهما جاء أولاً؟ يعتمد الجواب على كيفية تفسير السؤال. إذا كنت تسأل عن البيوض بشكل عام، فإن البيضة جاءت قبل الدجاجة بملايين السنين. ولكن إذا كان السؤال هو عن بيضة الدجاجة تحديدًا، فإن العلماء يتفقون على أن الدجاجة الأولى كانت هي التي وضعت أول بيضة دجاجة.
هذا الحل العلمي يعيد صياغة الجدال القديم ويؤكد أن التطور هو مفتاح الفهم لهذا اللغز التاريخي. ومع ذلك، يبقى هذا الجدل مفتوحًا للتفسير، حيث قد يرى البعض أن الجواب ما زال يعتمد على وجهة النظر التي يتم تناولها بها.