“حين يصبح الزحام درسًا في القيادة.. محمد حسين الرجل الذي يُنقذ يومك بابتسامة”

في مكان لا يتوقف فيه الزمن، حيث تتعالى أبواق السيارات، وتتصاعد وتيرة التوتر، ويبدو المشهد وكأنه على وشك الانفجار في كل لحظة، يظهر رجل يُعيد تعريف الإدارة الحقيقية على أرض الواقع. محمد حسين، رئيس دورية محطة بنزينة موبيل مدينتي، ليس مجرد موظف في محطة وقود.. بل قائد ميداني يكتب يوميًا فصلاً جديدًا في كتاب الإنسانية.
مشاهد التكدس صارت مألوفة في محطات البنزين، لكن المختلف في هذه المحطة هو وجود محمد حسين، الرجل الذي يرى في كل أزمة فرصة للإنقاذ، لا للهروب. في أكثر الأوقات ازدحامًا، حين يعلو الصوت وتشتد الأعصاب، لا ينتظر تدخلًا من أحد، بل يتحرك بنفسه، سريعًا، وبهدوء يحسد عليه.
بخطوات ثابتة، يُجري محمد حسين عملية تنظيم معقدة في دقائق. يجمع فريق العمل، يُعيد توزيع الأدوار، يفتح الحارات، ويقف بين السيارات، لا ليوجه فقط، بل ليشارك بيديه. يعرف جيدًا كيف يُدير حركة السيارات، ويوجه العمال بحرفية واحتراف، فلا يُهدر وقت، ولا يُخيب انتظار.
لكن ما يميّزه حقًا ليس فقط كفاءته في التنظيم، بل حضوره الإنساني الطاغي. وجهه دائمًا يحمل ابتسامة حقيقية، كلماته تُطمئن، وصوته لا يرتفع حتى في ذروة التوتر. يعامل الجميع باحترام، لا يُفرّق بين سائق بسيط أو مالك سيارة فاخرة.. الكل عنده يستحق الخدمة الكريمة.
هو لا يعمل من أجل “الوردية”، بل من أجل صورة المحطة، وراحة روادها، وكرامة فريقه. محمد حسين علّمنا أن القيادة لا تعني إصدار الأوامر من بعيد، بل النزول إلى أرض الميدان، ومشاركة الجنود نفس العرق ونفس المسؤولية.
في زمن نحتاج فيه لنماذج تُلهم، يظل محمد حسين رمزًا للرجل الذي صنع من وظيفته رسالة، ومن المحطة ساحة احترام، ومن الزحام لحظة تليق بالبشر.