منوعات

ياسر محمد يكتب: رجل لا يعرف النوم.. حين يُنتهك حق ولا يبتسم إلا بعد أن يُرفع الظلم


المقدم إسلام عز… فارس الميدان ورجل المهام الصعبة

في هذا الزمن الصعب، وسط زحام الشكاوى وصرخات المظلومين، تبحث العيون عن وجهٍ واحد تطمئن له، عن يدٍ حانية لا تكتفي بالاستماع، بل تتحرك، تُلاحق، تُعيد الحقوق، وترد الكرامة لأصحابها… ومن بين هؤلاء القلائل الذين لا يُبدلون وجوههم حين تُغلق الأبواب، يسطع اسم المقدم إسلام عز، رئيس مباحث روض الفرج، كواحد من أنبل رجال الشرطة وأكثرهم إنسانية وشهامة.

هو ليس ضابطًا يجلس في مكتب مكيف، يدير الأمور من خلف الزجاج، بل رجل ميداني من طرازٍ نادر… تراه في مقدمة كل حملة أمنية، لا يكل ولا يهدأ، لا يعرف الراحة طريقًا، ولا يستسلم للنوم طالما هناك مظلوم ينتظر، أو جريمة تحتاج حلًا، أو حق ضائع ينادي صاحبه.
في كل شارع، في كل زاوية من روض الفرج، له بصمة، وله أثر، وله قصة.

يُلقبه الناس بـ “رجل المهام الصعبة”، ليس فقط لنجاحه في كشف أعقد القضايا، بل لأنه يملك عقلًا أمنيًا لامعًا، يقرأ ما بين السطور، ويفهم ما لا يُقال، يحلل، ويخطط، ويتحرك وكأن على عاتقه أمانة وطن بأكمله.

وحين تدخل مكتبه، لا تجد الصرامة وحدها، بل تسبقها ابتسامته الدافئة التي تُطفئ اللهفة في عيون المظلومين، وتُشعر كل من أمامه أنه أمام أخ كبير، لا مسؤول جاف. يستقبل الناس باحترام نادر، لا يُفرق بين غني وفقير، بين وجهٍ يعرفه أو آخر يراه لأول مرة، الكل عنده سواسية، والعدل عنده ليس كلمة، بل ممارسة يومية.

هو ابن عائلة كريمة وعريقة، نهل من بيئته القيم، وتربى على احترام الناس، فانعكست أصوله الطيبة على عمله.
فمن يعرفه عن قرب، يدرك جيدًا أن هذا الرجل لا يبحث عن مجد شخصي، بل يؤمن أن واجبه الحقيقي هو أن يكون حائط صد في وجه الفوضى، وأن يُعيد للناس ثقتهم بأن العدالة لا تزال موجودة، وأن هناك من يسهر على راحتهم بالفعل، لا بالشعارات.

في كل واقعة، في كل لحظة خطر، تجده أول من يصل وآخر من يغادر. لا يترك موقعًا حتى يُعيد الأمور لنصابها، لا يكتفي بالقبض على الجاني، بل يبحث في التفاصيل ليضمن أن المجني عليه حصل على حقه كاملًا، وبأن الرسالة وصلت لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الناس أو كرامتهم.

ولذلك، لم يكن غريبًا أن تلتف حوله القلوب، قبل أن تلتف حوله الأوسمة، فمحبة الناس لا تُشترى، وثقة الشارع لا تُمنح إلا لمن يستحق.

المقدم إسلام عز ليس مجرد ضابط أمن… بل نموذج لرجل دولة حقيقي، يُجسد المعنى الأصيل للشرطة في أسمى صورها، يحمل السلاح في يده، والرحمة في قلبه، والعدل في ضميره.
فليت كل من تقلد مسؤولية، فهم كما فهم إسلام عز: أن الكرسي لا يصنع القائد، ولكن المواقف هي من تصنع الرجال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى