مال وأعمال

“في قلب الزحام.. رجل اسمه محمود جميل”

وسط هدير المحركات، وصفوف السيارات التي تمتد كالسلاسل الحديدية، وتحت شمس لا ترحم، يلمحك مشهد غير معتاد في محطات الوقود: رجل يتحرك بثقة بين الطوابير، يرفع يده هنا ليشير، وينادي هناك لتوجيه، يربت على كتف عامل، ويبتسم في وجه سائق غاضب.. هذا ليس مجرد مشرف أو موظف.. هذا “محمود جميل” – رئيس دورية محطة بنزينة موبيل مدينتي.

يجمع فريقه بسرعة، يوزع الأدوار بحكمة، يفتح الممرات الضيقة بعين الخبير، يقف مع العمال يدًا بيد، لا يعلو عليهم بل بينهم، ويبدأ في إدارة حركة السيارات بنفسه، بكل حزم وهدوء. في دقائق، يهدأ الصخب، وتبدأ السيارات في التحرك بسلاسة.. كأن أزمة لم تكن.

لكن أكثر ما يلفت في هذا الرجل، ليس فقط قدرته على تنظيم الفوضى، بل روحه. وجهه دائمًا مبتسم، لا يرد التحية بتحية فقط، بل بابتسامة صادقة وكلمة طيبة. يعاملك وكأنك تعرفه من سنين، ولذلك يحبه الجميع.. السائقون، العمال، وحتى الأطفال الصغار اللي بيستنوا في العربيات.

محمود جميل هو ذلك النموذج الغائب في كثير من المرافق الخدمية.. نموذج الإنسان اللي بيشتغل من قلبه، مش بس من أجل الوظيفة. هو رجل لم تغره الرتبة، ولم تعزله المسئولية عن الناس، بل كانت سببًا ليكون أقرب إليهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى