منوعات

في دقائق.. تحوّل الرعب إلى أمان: ملحمة أمنية على أرض عين شمس أبطالها لا ينامون


بقلم/ ياسر محمد نائب رئيس تحرير أخبار اليوم

لم يكن أحد يعلم أن صباح ذلك اليوم سيتحوّل إلى كابوس حيّ.
ضحكات الأطفال في شارع الجمعية الزراعية بمنطقة كفر فاروق اختفت فجأة، لتحل محلها صرخات الخوف، ودويّ الأعيرة النارية العشوائية.
مشاجرة نشبت بسبب لهو الأطفال، فاندلعت شرارة غضب جنونية بين طرفين، أحدهما مكوّن من شخصين، والثاني يضم أربعة رجال وسيدة، لكنهم لم يكتفوا بالسباب أو الاشتباك اليدوي… بل أخرج أحدهم سلاحًا ناريًا، ليطلق الرصاص دون رحمة أو وعي، كمن قرر أن يزرع الموت في قلب حيٍّ آمن.

في لحظات، تحوّل الشارع إلى ساحة رعب، الناس تهرول، الأبواب تُغلق على عجَل، والأمهات يبحثن عن أطفالهن في فزع، بينما كان المارة يتساقطون بين مُصعوق ومذعور.
كادت المدينة أن تسقط في فخ الذعر، لولا أن هناك رجالًا أقسموا أن لا يغمض لهم جفن طالما هناك من يهدد أمن الناس.
رجال مباحث، لا يخرجون للكاميرات ولا يبحثون عن التصفيق، بل يواجهون الرصاص بالضمير، والفوضى بالحسم، والخطر بالشرف.
وفي مقدمتهم، كان هناك اسم لا يُذكر إلا ويقترن بالحسم والانتصار: المقدم مصطفى البلتاجي.
المقدم مصطفى البلتاجي.. رجل المواقف الصعبة وضمير عين شمس
وهناك ايضٱ الرائد أحمد حشاد معاون مباحث أول عين شمس لم يتردد لحظة، فور تلقي البلاغ، حتى كان في موقع الحدث يقود فريقه بكل ثبات.
شرع في جمع المعلومات وتحليلها بدقة، تتبّع الخيوط، واستخرج من الزحام هوية الجناة، ثم تحرك كالصقر، لا يخطئ هدفه.
قاد مأمورية الضبط بنفسه، وكعادته، كان أول من يصل، وآخر من يغادر.
البلتاجي، في عين شمس، ليس مجرد رئيس مباحث، بل هو حائط الصد الأول، رجل لا يُعرف إلا في الميدان، ولا يُذكر إلا مع الحسم والإنسانية.

العميد أحمد يحيى.. العقل المدبّر وصاحب الرؤية الثاقبة

وراء كل مأمورية ناجحة، قائد ينسق، ويحلل، ويربط بين التفاصيل بخبرة الكبار.
العميد أحمد يحيى، مفتش المباحث، كان العين الساهرة التي تابعت المشهد من بدايته، أشرف على التحرك لحظة بلحظة، وحدّد نقاط الغلق والضبط، وأدار العملية بهدوء المتمكن، وخبرة المتمرّس.

لم يكن بعيدًا عن التفاصيل، بل متقدمًا بخطوة دومًا، واضعًا في اعتباره سلامة المدنيين، واحترافية التنفيذ.

اللواء وائل غانم.. قائد القطاع الشرقي وحامي حدوده

في الخلفية، كان اللواء وائل غانم، مدير مباحث قطاع الشرق، يُشرف من موقع القيادة، ويعطي توجيهاته بصرامة ودقة.
رجل يُعرف بين رجاله بأنه لا يرضى بنصف نصر، ولا يقبل إلا بالإنجاز الكامل.
أدار غرفة العمليات بهدوء القائد الواثق، متابعًا خطة التحرك التي وُضعت بدقة، ومدّ فريق العمل بالمعلومات والإمدادات اللازمة في اللحظة المناسبة.

هو من وضع ثقته في رجاله، ومنحهم الدعم الكامل لينهوا المشهد كما أراد: بلا خسائر، وبضبط كامل للمتهمين.

اللواء وائل متولي.. مهندس الضبط ومُرشد الأمن العام

أما اللواء وائل متولي، مساعد مدير مباحث الوزارة للأمن العام، فقد كان صاحب الخطة الأشمل، التي أُعدّت بعناية فائقة، تضمنت كل الاحتمالات، ورسمت كل تحركات الجناة المتوقعة.
بحنكة رجل أمن مخضرم، أعاد ترتيب الأولويات، وحدد مع رجال البحث الاتجاهات التي قد يلجأ إليها المتهمون للهروب، فسبقهم بخطوة، وأسقطهم قبل أن يتنفسوا حرية.

اللواء علي نور الدين.. العقل المركزي لمباحث العاصمة

وفي قلب القاهرة، كان اللواء علي نور الدين، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، يُشرف على المشهد من أعلى نقطة، مُتابعًا خط سير التحقيقات، وموجّهًا بسرعة التصعيد والضبط الفوري.
بتجربته العميقة في إدارة الملفات الأمنية الشائكة، كان يدرك أن الفوضى لا تواجه إلا بالسرعة، وأن التأخير قد يكلف حياة.
وجّه بانتشار رجال البحث، وأعطى أوامره بتشديد التمشيط، وكانت رؤيته حاسمة في تضييق الخناق حتى لحظة الضبط.

صوت الأهالي: “رجالة الشرطة رجّعوا لينا الأمان”

لم يكن ما حدث مجرد مأمورية أمنية ناجحة، بل كان رسالة قوية لكل من تسوّل له نفسه ترويع المواطنين.
عاد الهدوء إلى كفر فاروق، وخرج الأهالي يصفقون لرجال الشرطة، ويهتفون: “تحيا رجالة المباحث.. وتحيا مصر”.
رأوا في أعين الضباط وعدًا صادقًا: لن نترككم وحدكم، ولن نسمح أن يتحول لهو الأطفال إلى مأساة تسكن الذاكرة.

في زمنٍ يتحدث فيه البعض عن الأمن من خلف المكاتب، هناك رجال على الأرض، لا يرفعون شعارات، بل يكتبونها بأفعالهم.
تحية إلى الأبطال الحقيقيين الذين لم يكتفوا بضبط الجناة، بل استعادوا كرامة الشارع، وحموا قلب العاصمة من الرعب.

تحية لـ: المقدم مصطفى البلتاجي، العميد أحمد يحيى، اللواء وائل غانم، اللواء وائل متولي، اللواء علي نور الدين
أنتم السور الذي نحتمي به… واليد التي لا ترتجف حين تحمي.
أنتم أمن هذا الوطن في وجه الفوضى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى